رصاصة طائشة


والزغاريد تلعلع... هوى إلى الأرض.





خط الدماءِ الوقح على الإسفلت أوضح ما حدث... رصاصة أصابت رأس العريس!
رصاصةٌ تُتهم بأنها طائشة، والطيش مظلومٌ إذ يُنسب إلى معدنٍ في أيدي أناسٍ أقل ما يُقال عنهم أنهم... معدومي الضمير!


العريس/الشهيد هو ناجي الشاب الثلاثيني الذي أراد أن يكون هذا اليوم مميزاً في أجندة مناسباته. يوم اقترانه بفتاة أحلامه عبير.

عبير!... العروس التي لم تكد تفرح بعقد قرانها على حبيب العمر، فها هو مضرجٌ بدمائه الحمراء، التي لونتْ فستانها الزهري، فبدلته إلى أسود الحداد.


وكم مِن رصاصٍ طائشٍ ستُحصي بعدُ... يا وطني!


 

  Image rights are reserved to the owner


مسرحية هزلية

 

"عجبستان" دولة عمرها سبعة آلاف سنة، تقع على شاطئ البحر المتوسط.
لطالما كانت عصية على المحتل، مِن أي بقعة من المعمورة أتى.
عدوها الأوحد، كائنٌ/مسخ احتل بقعة أرضٍ مباركة، أقام على ترابها كيانه الغاصب.
أما علاقاتها مع سائر الدول فكانت علاقات ودية، تسودها المحبة المتبادلة.

إلى أن...
قامت دولة ما زالت في طورها الجنيني في مجال التنمية، لم يتجاوز عمرها بعدُ 60 عاماً، بعقد معاهدة صُلح مع الكيان الغاصب، تفند حقوقه الشرعية والقانونية... وتضرب بسيفه!
... وهكذا ومن دون أسبابٍ معلنة، قرر حكّام هذه الدويلة قطع العلاقات التجارية بين الدولتين، لأسبابٍ واهية! فانقطع الحليب، المستورد من هذه البلد التي لطالما اعتبرتها "عجبستان" دولة صديقة.
السبب الغير معلن (والمعروف للجميع طبعاً)؟... على دولة "عجبستان" أن تعترف مثلها بالكيان الغاصب، كونه صديقاً يريد مصالحنا جميعاً!

انتفض الشعب المناضل، وطالبوا الزعماء بإيجاد حلٍ لانقطاع الحليب.
فتولت فئة من المؤرخين دراسة وتحليل هذه المهزلة، وأصدروا بياناً لشعب "عجبستان" جاء فيه:
أيها الشعب العنيد، الموجود على هذه الأرض منذ سبعة آلاف سنة، ما هذه الجارة، إلا طفل أحمق يريد أن يلعب بالتاريخ ليغيِّر الجغرافيا. نحن هنا منذ سبعة آلاف عام، قاتلنا من أجل وطننا كل محتلٍ وغاصب، ولم نسمح لأحد بأن يتحكم في رقابنا، تحت أي شعار. فهل سنسمح الآن "لدويلة هجينة" عمرها لا يتخطى الستون عاماً، أن تلزمنا بعقد صلحٍ مع الكيان الغاصب؟ وهل يستحق الحليب أن يمرِّغ أنوفنا في أوحال العمالة؟
"عجبستان" دولة موجودة منذ فجر التاريخ، وستبقى على خارطة العالم إلى نهاية الكون... ولن نصالح.


ولأنها دولة "عجب- ستان" فقد انقسم شعبها بين مؤيدٍ للصلح مع الغاصب، وبين رافض له!

و ما زالت المسرحية تتنقل بين مسارح الوطن. الممثلون يرمون الجمهور بالشتائم.
والجمهور... يتبادل الاتهامات.




 

 Images rights are reserved to their owners