رسالة إلى ابن روحي


ابني الحبيب...
لا تسخر مني لأنني أناديكَ ابني الحبيب. أعترف أنكَ لم تتكون جنيناً في رحمي، ولم تولد من ألم مخاضي، لكنكَ ابنَ روحي.
غضبتَ مني لأنك عرفتَ الحقيقة من أناس لا همّ لهم سوى هدم كل جميل في الحياة، مرضى هم، والسواد يلون قلوبهم. لم أخبركَ الحقيقة بنفسي لأن الحقيقة الوحيدة في حياتي هي أنك ابني.
ولدتكَ امرأة كانت توأم روحي وصديقة عمري، وأنا أدرى الناس بها وبظروف حياتها. أنتَ اتهمتها بأنها كانت عاهرة وأنها أنجبتكَ ابن حرام.
كلا يا نور عيوني، أنت لستَ ابن حرام، فالعاهرة المحترفة لا تثق برجلٍ لتنجب منه، بل أنك ثمرة حبٍ كبيرٍ ولحظات صدقٍ عاشها عاشقان. لكن الموت أخذ والدك قبل أن يعرف بوجودكَ في رحمها. ولأنها آثرت حياتكَ على حياتها فقد أنجبتكَ وخبأتكَ في قلبي وذهبت لتواجه أهلها!

قتلوها!... أجل قتلوها!. لكنني حفظتُ السر ولم أعلنه لأحد، اتهمني المجتمع بأحط الصفات ولم أستسلم. كنتُ أتنقل بكَ من منزلٍ إلى آخر، إلى أن هداني الله إلى منزلٍ يملكه أرملُ، احتواني واحتواكَ وأعطاني منزلاً وعملاً كي نعيش أنتَ وأنا بكرامتنا.
يا بني...
لا تغضب على والديكَ البيولوجيين لأنهما ضحية الحرب والجهل، ولا تغضب مني فأنا أحمل أمكَ أيقونة حبٍ ووفاء في ضميري.
قررتُ اليوم أن أخبركَ بالسر، لا دفاعاً عنها وعني، ولا دفعاً لشبهة لطالما وصمني بها الناس، بل سأخبركَ عن نسبك كي تبحث عنه لتعيد لأمكَ كرامتها ولأبوكَ ذكره واسمه.
فإذا أردتَ أن تسمعني، اترك عالم الرذيلة الذي انخرطتَ به لتثأر من الدنيا، وتعال لنفتح أنتَ وأنا صفحة جديدة لحياة جديدة بين عائلتكَ.

أمكَ التي لن تمل من انتظارك



Image rights are reserved to the owner