بعد طول غياب


تركها وحيدة... وذهب إلى الحرب!
عاد بعد سنوات ليجدها قد أصبحت زوجة صديقه!

صديقه قال للقاضي: تركها هذا الخائن من دون مأوى.
وهي قالت للقاضي: أحببته بعد أن واساني في غياب هذا المدعيّ!
فأينَ كان في زمن وحدتي وعذابي؟








Image rights are reserved to the owner

كنتُ هناك

كانت الموسيقى تصدح. لم أستطع النوم ليلة البارحة.
 

قالت أمي متأففة: نامي وبلا خوت... ما في موسيقى ولا أي صوت!


صباح اليوم التالي أرسل لي حبيبي، رسالة من غربته.

قال فيها "البارحة حضرتُ عرساً لقد كنتِ معي هناك... أتصدقين!؟




Image rights are reserved to the owner




بسيمة... ونسيمة


بسيمة... ونسيمة.
جارتاي العزيزتان، كم حرتُ في أمرهما. فهل تكرهان بعضهما البعض!؟ أم أن ما جمعهما أكبر بكثير من أي حبٍ يمكن أن يجمع قريبتان عاشتا نفس الظروف؟ وتذوقتا نفس كأس العذابٍ؟
كلاهما لا أهل لها ولا زوج.
 بسيمة ذات لسانٍ لاذع، ترى النكتة في الحزن، تنتقد الآخرين بسخرية لاذعة، ولا تتوانى عن وصف نسيمة ابنة عمها وشريكتها في السكن بأبشع الألفاظ، فتخرج الأخيرة عن طورها، وتغضب وتتمنى لها أن تموت لترتاح من لسانها السليط! فترد
نسيمة: والله لإترجا إبليس يرجعني لعندك لنكد عيشتك.
فترد نسيمة: بيكفي تذكريه انكم أحباب وأصحاب.

وهكذا تمضي الأيام، يعلو صراخهما، فنعرف أن بسيمة تناكف نسيمة وتتعاركان بالكلام اللاذع من جديد.

في بدايات الشتاء الفائت، استفقنا ذات ليلةٍ على عويل يصدر من ناحية منزل المرأتين المسنتين، ذهبنا ركضاً وطرقنا الباب، فتحت نسيمة وهي تولول وتقول: دخليكن الحقوني... بسيمة ماتت...
أكد الطبيب أن السبب هو الجوع! فبسيمة لم تأكل منذ يومين لأنها تريد أن تكتب كتاباً مثل كتاب "النبي" لـ جبران خليل جبران.
تستفيق بسيمة وتؤكد لنسيمة أنها بخير وتقول لها: ما تخافي ما رح موت هلق... بعد بكير لترتاحي مني.
تشتمها نسيمة وتقول: الله لا يردك... يا ريتك متِّي... شو اللي خلاكِ تنقبري ما تاكلي؟ ما تكوني مفكرة حالك نبي متل جبران يا هبلة!
تضحك بسيمة وتقول: جبران مش نبي... جبران ألَّف كتاب اسمه النبي.
فتقول نسيمة: السلام على اسمك واسمه... يخرب بيتك بعد بدك شي يوم تموتي تحت الكتب.
فتسألها بسيمة بدلال: بتزعلي عليي إذا متت... ما هيك.
فتقول نسيمة بحدة: لا ما بزعل... الله لا يردك.
فترد بسيمة: ما هلق كنتِ عم تولولي لأني متت.
فترد نسيمة: هيدي تمثيلية حتى يجو الناس وياخدوكِ من وجي.

وتستمر الحياة... بين كر وفر. نسيمة تمرض فتبكي بسيمة. بسيمة تتعرض لحادثة ما فتولول نسيمة. ونحن حائرون ولا نعرف وصفاً لما يجري بينهما.

ذات يوم خرجت نسيمة للتسوق، فدهستها سيارة ونقلتْ إلى المستشفى. ذهبت بسيمة إلى المستشفى وهي تشهق بالبكاء، وتقول: يا دلي عليكِ يا نسيمة والله ما بستاهلي يا حبيتي اللى صار فيكِ.
ضحكنا كثيراً رغم مأساوية الحدث، إنهما تحبان بعضهما جداً وأن ما يجمعهما أكبر من أي كلام حب يمكن أن يقال.
قال الطبيب أن نسيمة ستبقى طريحة الفراش إلى أن تُجبَر كسور حوضها.
بكت نسيمة وهي تقول: يا ويلي عليي وعلى حظي... شو بدي أعمل بحالي هلق؟
فترد بسيمة: ولا يهمك يا حبيبتي المهم انك بخير وأنا رح شيلك بعيوني يا عيوني.

ونغادر المستشفى تاركين بسيمة ونسيمة في أفضل حال، تضحكان وتخففان عبء الحزن عن بعضهما.







Image NO 1 rights are reserved to the owner

  Image NO 2 rights are reserved to Inge Löök



 

























عصفورة... بلا جناحين





أشبــه العصــــافير

فــي حــب الحريـة


لكنهـا تختلف عني


فأنا ســأموت يوماً


وهي دائمـاً ستغني.











Image rights are reserved to the owner

في أزمنة الحرب



نبوءات العرافات... أنا

 وأنيـــــــن الخـــــائبين

 
فـــــــــــي دفتــــــري
 
 قمـــــــــرٌ ذبيــــــــحٌ
 
 وشمـــــسٌ غــــاربة
 
ومئـة نجمة منطفئـة...
 
 وبـردٌ وألـــف حزن.


 









Image rights are reserved to the owner






الانتقام


الليلة حفل خطوبتي إلى حبيبي أحمد، الكل مشغول بالتحضيرات منذ حوالي الشهر. وقد حلت زوجات أخوتي مكان شقيقاتي. فأنا البنت الصغرى والوحيدة بين أربعة أخوة رجال. أكثر زوجات أخوتي قرباً مني... منى زوجة أخي الأصغر جهاد، وذلك عائد كوننا متقاربتين في السن.

 لاحظتُ خلال الحفل، تجهم وجه منى، لقد بدت وكأنها على وشك البكاء.
بادرتها قلقة عندما اقتربت مني: ما الذي جرى معكِ؟ لما هذا الوجه المتجهم؟ هل مات أحد؟ أجهشت بالبكاء وقالت وهي تكاد تَشْرَق بدمعها: لم يمت أحد سواي.
فقلتُ وأنا أهزها بعنف: أخبريني ماذا جرى لكِ؟
قالت وأنا أحاول أن أمسح دموعها بالمنديل: لقد اكتشفتُ أن شقيقكِ جهاد... زوجي أنا قد تزوج عليَّ.
فصرخت: ماذا تقولين؟
الحمد لله أن الموسيقى قد طغت على صوتي فلم يسمعني أحد.
أتت والدتي نحونا... أمسكت بذراع منى وقالت: تعالي معي وامسحي دموعكِ ودعي الليلة تمرَّ على خير.
حاولتْ منى أن تتكلم فقالت أمي: اصمتي منى... ولا تتسببي بفضيحة ليلة خطوبة ابنتي الوحيدة.

كانت حفلة صاخبة، جوَّها مشحون جداً، وقد لاحظ الكثير من الأشخاص ما يجري. سألني أحمد عدة مرات ما الذي يجري... ولما منى تتصرف بهذه الطريقة مع جهاد؟
كان واضحاً أن هذا الأخير يحاول جاهداً أن يراقص زوجته منى وأن يحوطها بعنايته، لكنها كانت تتهرب منه بطريقة ملفتة للنظر. مما نشر في الحفل جو مشحون مكهرب، فسكنني إحساس بأننا نقيم الحفل على فوهة بركان سرعان ما سينفجر.

لبستُ خاتم الخطوبة... لكن فرحتي لم تكد أن تبدأ حتى علا الصراخ وسط الحفل... منى كانت تنزل جام غضبها على جهاد، والأخير مذهول مما يجري.
انتهى الحفل بشجار! ذهل الجميع... كنتُ على وشك أن يغمى عليَّ، حملني أحمد وشقيقه إلى السيارة وذهبا بي إلى المنزل.
لم أتكلم طوال الليل، وأحمد يجلس واجماً في الزاوية لا يجرؤ على محادثتي بعد أن بكيت وصرختُ بصوت عالٍ حين حاول أن يهدئني.
كانت ليلة طويلة جداً... سوداء جداً... مظلمة جداً... عشتها كما لو أنها ألف عام في الجحيم.

وصلت والدتي وأشقائي الأربعة وزوجاتهم عند الفجر. كانت منى معهم، تتأبط ذراع جهاد مبتسمة.
نظرتُ إليهم باستغراب... وسمعتُ صوتي وكأنه يأتي من مكان آخر: هل جننتم جميعاً؟... أم أنني أنا التي جُنَّت؟
أمسكتني أمي من ذراعي وأجلستني بجانبها وقالت لي وهي تربت على رأسي: لا حبيبتي... لم يجنّ أحد... لكنه كان سوء تفاهم بين منى وجهاد.
نظرتُ إليهما معاً بذهول وقلت: سوء تفاهم!؟...
نظرتُ غاضبة إلى منى وتابعت: هل أثرتِ فضيحة وأفشلتِ حفل خطوبتي لأجل... سوء تفاهم!؟
فقالت أمي: يا حبيبتي... لقد طلبتْ أمينة ابنة خالكِ من جهاد أن يساعدها للحصول على فيزه وإقامة في أميركا لتكون مع شقيقها هناك. وبعد أن سألوا عدة محامين عن طريقة للمَّ شملها مع شقيقها، نصحها المحامون بالزواج من رجل مقيم هناك ويحمل الجنسية... وأنتِ تعرفين أن جهاد يحمل الجنسية الأميركية، ولديه منزل هناك. لذا أحب أن يساعد ابنة خاله... فعقد عليها وأسكنها منزله في أميركا إلى أن تتأكد السلطات من زواجهما رسمياً فتمنحها إقامة... هو زواج صوري.
لم أحتمل ابتسامة منى... وكأنها تشمت بي.
نظرتُ إليها وقلت: وصدقته؟
فأجابت بثقة: طبعاً صدقته، لقد اتصلنا بأمينة وأخبرتنا الحكاية.
لا أعرف أي شيطان سكنني، وأي إبليس بدء يزعق في دماغي.
ابتسمت بخبث وقلت: وما أدراكِ أنهما يقولان الحقيقة؟... ما أدراكِ أنهما ليسا زوجين حقاً وأنه جعل مقرها أميركا حيث ترفضين أن تسافري معه؟... ألا تعلمين أنهما كانا حبيبين في المرحلة الثانوية قبل أن تجبرها والدتها على الزواج من ابن شقيقها الذي توفي بعد عامين من زواجهما؟
ذهل الجميع... ونعق غرابَ البينِ في سمائهم.
اقتربتُ من أحمد... وهو مصدوم مثلهم. قبلته على وجنتيه وقلت: سامحني حبيبي أريد أن أنام... ما رأيكَ أن تذهب أنت أيضاً لمنزلكَ كي تنال قسطكَ من النوم؟... لقد كانت ليلة طويلة ومتعبة.

تريد أن تنتقم؟... اقتل غريمكَ بالشك.








Images rights are reserved to their owners












روميو وجولييت على الفايسبوك


قررتْ جولييت الألفية الثالثة أن تدخل عالم التكنولوجيا، لعلها تجد في الإنترنت سلواها بغياب روميو، المهاجر بحثاً عن لقمة العيش.
لكن روميو العاشق الولهان، ما هان عليه أن يترك حبيبته عرضة لذئاب الزمان، فأنشأ صفحته الخاصة على الفايسبوك ليتواصل مع حبيبته جولييت، الأميرة السعيدة بحبيبها الذي آثر مشاركتها الحياة من وراء شاشة الكومبيوتر، بدل أن يتركها وحيدة تندب حظها وغربتها بعيداً عنه.

عاشت جولييت أيام حبٍ مع روميو الواله، القادم بعد بضعة أشهر فقط ليتزوج من حبيبته جولييت التي تنتظره منذ مئات السنين. عاشت على أمل عودة أميرها الحبيب الذي يسطر ملاحم بطولية في أعماله في الغربة.
أرسل لها صورة خاتم الماس الذي أوصى أهم مصمم مجوهرات في البلد ليصنعه لها، خاتماً يليق بجمالها ورقَّتها. كما أرسل لها تصميم الفيلا التي ينوي أن يبنيها لها في الوطن كي يعيشا فيها حبهما الكبير. ولم تستطع جولييت أن تخفي فرحتها، فأخبرت صديقاتها وعائلتها أن روميو عائدٌ أخيراً إلى أرض الوطن ليتزوجها، ويبني لها قصر الأحلام.
في هذه الأثناء تعرفتْ جولييت أيضاً من خلال الفايسبوك على صديقة في منتهى خفة الدم، أحبتها جولييت وبادلتها المحبة، ولشدة ثقتها بها كانت تخبرها بكل أسرارها الخاصة والحميمة.كانت هذه الصديقة تلح على جولييت بضرورة أن تتواصلا عبر السكايب، كي تتحادثا بالصوت والصورة. فوعدتها جولييت أن تستشير حبيبها روميو بالموضوع. فهو لا يحب هذا التطبيق، ولا يستخدمه. وافق على مضض بزعم انه لا يستخدمه لأنه يرفض أن تبث صورتها في الإنترنت!... "لكن من أجل صديقتك... لا بأس!".
وعدتها صديقتها أنه لن يكون معها أحد في الغرفة، لذا تستطيع جولييت أن تكون على راحتها تماماً.
نجح الاتصال بين الصديقتين، لكن مشكلة حصلت في الصورة لدى صديقة جولييت، فطمأنتها أنها ستحل المشكلة خلال دقائق. كانت جولييت في أخف ملابسها، صفرت صديقتها عندما رأيتها وقالت "قفي قليلاً لأراكِ" فوقفت جولييت وهي خجلة وقالت "ماذا جرى معكِ؟ ألم تتمكني بعد من إصلاح العطل؟" فأجابت الفتاة لحظات وأنتهي دعيني أتأمل جمالكِ غاليتي.
انقطع الاتصال فجأة! ولم تفهم جولييت ما حصل. انتظرتْ لعل صديقتها تعاود الاتصال. لكن انتظارها طال... والصديقة اختفت عن السكايب. قررتْ أن ترسل لها رسالة عبر الفايسبوك. لكن!... يا للعجب لقد اختفت صفحة صديقتها ولم يعد لها وجود.
بدأت جولييت تشعر بالقلق مما يجري... فقررتْ أن تخبر روميو بما حصل معها. لكن كان عليها أن تنتظر حتى ساعة متأخرة من الليل إلى أن يعود روميو إلى منزله ليتواصل معها.
ومرَّت الساعات كالدهر إلى أن حضر روميو. كتبت له جولييت رسالة تخبره بكل ما جرى معها، وتقسمُ عليه أن يفهمها ما الذي حصل؟... فكانت المفاجأة!
أرسل لها صورها الشخصية التي ظهرت بها اليوم على سكايب مع صديقتها! ثم أرسل لها نفس الصورة بعد إجراء تعديلات عليها فبدت جولييت عارية تماماً!
أخرستها المفاجأة!... فبادرها روميو برسالة مختصرة "أليس حرامٌ أن يختفي هذا الجمال وراء حجب؟... ما رأيكِ أن تعملي معي في وكالة الإعلانات؟"
انفجرت جولييت بالبكاء، فهذا النذل لم يكن حبيبها روميو!
أرسلت له رسالة مليئة بالشتائم... لكنه ذكرها بالصور وبالرسائل الغرامية التي بحوزته! وذكرها أنه بكبسة زر يمكنه أن ينشر حولها فضيحة تصمها بالعار إلى الأبد.
أسقط في يدِ جولييت وأذعنت لتهديده!
وهكذا بدأت كل ليلة تتعرى أمام الكاميرا ليلتقط لها روميو المزيف صوراً مثيرة يستخدمها في إعلاناته وأعماله.

في أحد الأيام، وبعد جولاتٍ من الذل عاشتها مع روميو المزيف، وجدت منه رسالة يخبرها فيها أن صديقه (....) مستشار أمير منطقة (....) سيزور الوطن ويريدها أن تكون دليله ومرافقته طوال أيام الرحلة.
دخلت لتستحم قبل الخروج من المنزل مع والدتها إلى السوق. وخرجت من الحمام مقطوعة شرايين اليدين... فوصلت إلى المستشفى جثة هامدة.

مات السرّ مع جولييت... وروميو البديل الذي قتل روميو الأصيل ليستطيع لعب دوره في الحكاية، لم يزل طليقاً، يمارس سحره على الصبايا باسم الحب ليستغل أنوثتهنَّ في أعماله.








Images rights are reserved to their owners