البنت التي لا تحب إسمها



قرأته بشغف، شدني إلى مدينة خيالية تعطي دروساً في فن الحياة. وكم كنتُ أحتاج هذا الإلهام الذي أعطانيه وأنا أسير على درب التربية، أحمل همَّ بناء أجيالٍ من أحجار وطنهم المتهالك، زارعة في كل طوبة في بنيانهم خاصية من خصائص الذكاء الإجتماعي والعاطفي، لعلهم يغيرون الواقع، ويعودون إلى وطنهم وفي جعبهم الكثير الكثير من الأهداف التي تحتاجهم ليحققوها.


وجدتُ بين دفتي هذه الرواية الطفل/الطفلة/النموذج، التي يجب أن يكون عليها أطفالنا جميعاً. الطفل الذي يفكر في كل شيء وكأنه قضيته الكبرى، الطفل الذي يفرض عليكَ كناضجٍ خَبُر الحياة أن تعيد التفكير بهذه الحياة ألف مرة قبل أن تجيبه على أي سؤال يطرحه، فالطفل ذكي بالفطرة، وإجابتنا لا بل أسلوب إجابتنا هو الذي يمكن أن يصنع الفرق في شخصيته.

هي حكاية بنتٍ لا تحب إسمها، مهمومة بالقضايا الكبرى، كجدوى ما يخفيه الكبار، وجدوى أن تكون طفلاً لا تفهم معظم ما يتلفظ به الكبار. طفلة ذهبت في رحلة خيالية إلى "القارة الثامنة" حيث تعيش الأفكار والحكايات مستمدة يناعة موارد موطنها من كتبٍ تُقرأ هنا وهناك. موطن بدأ ينضب معينه، لأن القراءة والكتاب بدآ بالتقهقر إلى ما وراء الإهمال.
حكاية طفلة اكتشفت أن الحياة دروب شائكة، وأن مهمتها في الحياة أن تجتازها بأقل الأضرار، متسلحة بالثقة وبأناها المعطاعة الراضية القانعة.

انه كتابٌ للناشئة، أشبه بخريطة حياة، ليعي هذا الناشىء/المراهق أهمية دوره- الحالي- كتلميذ مهمته في الحياة أن يتزود بالمعرفة لمواجهتها.
كتابٌ أنصح كل مربي، كل أبوين وكل عاملٍ في مجال التربية والتعليم والمساعدة النفسية/الإجتماعية أن يطلع عليه، وأن ينصح بقراءته. وذلكَ إيماناً مني بأهمية رسالة التربية، فوحدها التربية والتعليم يمكن أن يصنعا الفرق في مجتمعاتنا العربية/الشرقية، الغارقة في الجهل والتخلف رغم ملايين المتعلمين فيها.
فنحن- وللأسف الشديد- شعوبٌ لا نملك ثقافة تقبل الآخر، ولا ثقافة تربية طفلٍ مغاير ومختلف يؤمن بنفسه ووطنه وجدوى العِلم والكتاب.
هذه الرواية تعلمنا كيف نربي القارىء/الطفل الناشىء، كي يكون مختلفاً في زمنٍ تكاثرت فيه النسخ المستنسخة عن بعضها، في الجهل والغباء والغرق في التفاهات.


رسالة محبة إلى كل طفلٍ/مراهق ما زال الدرب أمامه طويلاً