المعجب الأوحد

فضَّل الله سبحانه عليّ، فمنحني حضوراً لافتاً، هكذا أخبرني أستاذي في معهد التمثيل. مما جعلني محط اهتمام أساتذتي.
تخرجتُ في معهد التمثيل شبه محترفة، فقد رشحني بعض من أساتذتي من لأداء أدوار في أعمالهم التلفزيونية والمسرحية، وأنا ما أزال طالبة. فكانت هذه المشاركات، بمثابة اللبنة الأولى التي بنيتُ عليها مجدي المسرحي.
بطبيعة الحال، زاد من حولي المعجبون عملاً بعد عمل.
فامتلأ منزلي وغرفتي في المسرح، بورود المعجبين.
أمرٌ عادي لكل فنان. لكن!...
كان لبطاقة أحدهم المرافقة دائماً لوروده الحمراء، سحرٌ خاص.
وهكذا أصبحت حروف اسمه نغمٌ تتراقص على وقعه نبضات قلبي.
كان كلامه يبعثرني ويعيد تشكيلي من جديد حرفاً في قصيدة عشقِ لم أعِ ألوانها قبل أن يصبح قلبي أيقونة تحمل اسمه، كنقش فينيقي عتيق، يصطبغ بلون أرجوانٍ، أنتجته روحٌ تواقة الى لون حبٍ يضيء الحياة من حولها.

ذات أمسيةٍ، أصبحتْ كل تاريخي... حمل لي الأثير صوته، ابتدأه بمقولة سبق وأهداني إياه " قال لها تعالي نجلس في القمر... فقالت له ما أولعك بالجمع بين الضرائر".
وهكذا أصبح صوته سيمفونية عشقي، وأحرفه أبجدية تكتبني آلاف قصائد حب.

أصبحتُ أبدع كل عرضٍ، لأجله هو فقط، لأجل أن أرى في عينيه نظرة إعجابٍ يلونها العشق. فأقف نهاية كل عرضٍ لأحيي الجمهور، مستقبلةً تصفيقه الحار وهتافاته بابتسامة هادئة، وقلبي يصرخ... "من أنتم أمام روعة حضوره في كل تفاصيل حياتي، ومن قال أنني أبدع لأجلكم وبفضلكم؟ إنني أبدع لأجل معجبٍ أوحد، أعاد بي تشكيل الممثلة والأنثى التي لم أكنها قبل لمس يديه.







Images rights are reserved to their owners