النسوية ومتلازمة ملكة النحل


ما هي النسوية؟
بالإنكليزية Feminist هي مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين.
تتبنى موقف أن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور، وأن النساء يعاملن بشكلٍ غير عادل في هذه المجتمعات. تشمل محاولات تغيير ذلك محاربة الصورة النمطية/الجندرية وإيجاد فرص ونتائج تعليمية ومهنية وشخصية للمرأة مساوية للرجل.
يعتبر الكثيرون إلى ماري ولستونكرافت على أنها مؤسسة "النسوية" بعد إصدار كتابها الصادر عام 1792 بعنوان "دفاعاً عن حقوق المرأة"، والذي تنادي فيه بتعليم المرأة.
كما يُنسب لشارل فورييه وهو اشتراكي خيالي وفيلسوف فرنسي، على أنه أول مَن قام بصياغة كلمة Feminism عام 1837.

يُعَرِف معجم المعاني الجامع الإلكتروني الحَرَكَةٌ النِسْوِيَّةٌ بأنها "حَرَكَةٌ مُهْتَمَّةٌ بِقَضَايَا النِّسَاءِ وَشُؤُونِهِنَّ".

أما قاموس معاجم اللغة فيُعَرِف النسوية على أنها "حركة فكرية مهتمة بحقوق المرأة، تنادي بتحسين وضعها وتأكيد دورها في المجتمع وتشجيعها على الإبداع".
(نقلاً عن ويكيبيديا).


لا شك أن المرأة عبر التاريخ، عانت الاضطهاد والظلم، بأبشع الأشكال. بدايةً من أسرها للتسرِّي بها، وصولاً إلى قتلها تحت مسمى "جرائم الشرف". وما بينهما أزمانٌ مِن الظلم والاستعباد تحت آلاف الشعارات والمزاعم.


هل حصلت المرأة على حقوقها؟
تدّعي هذه الحركات "أن... لا" لم تحصل المرأة على كافة حقوقها المشروعة. لكن!... كلنا- نساء ورجال- نسأل "هل حصل الإنسان على حقوقه كاملة؟".
ليس إلا الغبي مَن يدَّعي "أن... نعم"!


ليست حقوق الإنسان مشروع مقالتي هذه، ولا حقوق المرأة.
لكنها بسبب معرفتي مؤخراً (للأسف) بوجود ما يسمى "متلازمة ملكة النحل"! وكان ذلكَ في حديث مع زميل في موقع أدبي عن "النساء في مواقع القيادة".
عندما سمعتُ مقولته اعتقدتُ أن الموضوع "نكتة" ولا تعدو كونها تجَّنٍ على النساء، لكن عندما بحثتُ في الموضوع وراجعتُ ملاحظتي الشخصية وخبراتي الخاصة اكتشفتُ ما كنتُ أجهله...

بداية... ما معنى متلازمة ملكة النحل؟
أول مَن عرَّف هذه المتلازمة غيل ستينس- تي جاياراتن- سي تافريس عام 1973. وهي تصف المرأة في المنصب القيادي، وكيفية تعاملها مع مرؤوسيها من الإناث بقسوة وانتقاد مبالغ به. (نقلاً عن ويكيبيديا).

مواصفات المرأة (القيادية) المصابة بهذه المتلازمة هي:
- شعور بالفوقية.
- تضخم في ال "أنا".
- تضخيم الإنجازات الشخصية مهما كانت بسيطة.
- محاولة لفت النظر بشكل مبالغ فيه، سواء في الأفعال- الأقوال- المظهر- التصرفات...
- العدائية في التعامل مع الموظفين، خاصة الإناث، وإساءة معاملتهم.

كشفت كثير من الأبحاث العلمية في مجال علم النفس، أن هذه المتلازمة تنتج عن انعدام شعور المرأة بالأمان، فتقوم بعملية "إسقاط نفسي" بأن تُعامل الموظف، الأنثى خاصة، معاملة سيئة.
ويُرجع بعض الباحثين سبب ذلك إلى أنّ من تشغل منصب قيادي، ربما تشعر أنّه من الواجب على غيرها من النساء سلوك نفس الطريق الصعب الذي سلكته هي من قبل.
كل الدراسات التي تناولت هذه المتلازمة، أجمعت على أنها تصيب المرأة الناجحة، التي يُشهَد لها بالكفاءة.


لكن!... ماذا بشأن "ملكة النحل" الفاشلة، التي تولت منصبها لأسبابٍ أبعد ما تكون عن الكفاءة والاحتراف!؟ وما هي صفاتها؟

أولاً كفاءتها:
- ضعيفة وظيفياً، لا تملك المهارات المطلوبة في عملها.
- تعتمد على مساعديها وكل مَن حولها.
- توزع المهمات بحيث لا يبقى ما تنجزه بنفسها.


ثانياً صفاتها:
- تحاول أن تغطي فشلها بإقامة شبكة من العلاقات العامة، حيث تُظهر براعتها في اللباقة.
- تضع الملامة على الآخرين، ولا تعترف بأخطائها.
- تتكلم كثيراً عن نفسها وإنجازاتها.
- لا تناقش، بل تلقي أوامر.
- تتجسس على الموظفين.
- تخاف من المنافسة، ولا تأمن جانب أي شخص يمكنه تولي منصبها.


هل هي طاغية أم ضحية؟
سؤال بحاجة لدراسة علمية، ولعل أفضل مَن يقوم بها هم علماء النفس.


نهاية القول أود توجيه سؤال أرجو أن أجد إجابته لدى الناشطات في مجال الحركات النسوية:
هل في دستور "جمعياتكنَّ" قانون يحمي (نا) من أذية المصابات بـ "متلازمة ملكة النحل"، وفي أي موقع قيادي تتولاه؟ وهل في حسبانكنَّ أي خطط للكشف المبكر عن هذه الحالات قبل توليها أي منصب قيادي؟




Images rights are reserved to their owners

No comments:

Post a Comment