كعب عالي


نغم... مقطوعة موسيقية تمطر شِعراً... تمطر عطراً... تمطر أنوثة. رقيقة كأوراق الوردة، قدٌّ مياس وخصرٌ له طراوة الزنبق.
كرنفال صباحي يمر في الحي، سحابة عطر تنشر عبيرها وهي تخطر بالكعب العالي، وعلى شفتيها ابتسامة ودٍ توزعه على الجيران والمارة.
مشهد يومي اعتاده سكان الشارع، كما اعتاد عدد من شباب الحي أن يدافعوا عن نغم عندما يتعرض لها "أزعر"... كان ينال نصيبه من الضرب والركل، لأنه تعرض لأرقَّ بنتٍ في الحي.


ماهر... شابٌ رياضي، تخرج منذ نيفٍ وشهر من كلية الشرطة، وتسلم عمله في النيابة العامة كمحقق.
كان يقود سيارته بحماسٍ وهو يتوجه لاستلام عمله.
على ناصية شارع الوحدة كانت نغم تنتظر سيارة أجرة تقلها إلى الجامعة، وإذ بدراجة عليها شابين تقترب منها. حاول شابٌ منهما أن ينشل حقيبتها، فما كان منها إلا أن تمسكت بالحقيبة وشدتها بقوة فوقع الشاب على الأرض بينما فرَّ السائق. بسرعة البرق جلس شابٌ على الأرض وأمسك بيدي السارق، بينما نغم تضع قدمها بالكعب العالي على وجهه... كان يصرخ والمارة يضحكون شماتة به، وقد شدهم المشهد جداً.


لاحظ ماهر أن مجموعة من الناس متجمهرة، وسمع أحدهم يقول "اتصلوا بالدرك". نزل من سيارته واقترب من التجمع، كان الشاب يزعق قاصداً نغم بكلامه: يخرب بيتك... فكرتك مرا طلعتي رجال...
داست بكعبها العالي بشدة أكثر على وجهه وهي تقول: أنتَ فعلاً تحتاج "لمرا" كي تربيك أيها المعتوه.


انفض الجمع بعد أن حضر رجال الدرك وأخذوا الشاب معهم. أرادوا أن تذهب نغم معهم كي تدلي بشهادتها، فتقدم ماهر وأظهر بطاقته وقال: سوف أكون مرافق الآنسة كي لا تخاف.
فتح لها باب السيارة بينما كانت تتصل بوالدها، وعرف أن أول قضاياه ستكون... جمع معلوماتٍ عن هذه ال... "نغم".



Images rights are reserved to their owners






No comments:

Post a Comment