ريموت كونترول


أنهينا سهرة عامرة بالمسلسلات التي لا طعم لها ولا لون، سوى انها تسلي ليل قروي طويل. حوالي العاشرة- وبعد أن أضنانا كم هائل من التفاهات- قررنا أمي وأنا أن نخلد إلى النوم، لعل الأحلام تكون أرحم بنا من سخافات الدراما العربية.

على باب غرفتها، اكتشفت أمي انها قد حملت معها الريموت كونترول، فضحكت وضحكتُ معها، وقلت "لعلكِ تريدين تغيير أحلامك!

دخلتُ إلى غرفتي وأنا أفكر بالموضوع، فماذا لو كان بإمكان الإنسان أن يولد وفي يده ريموت كونترول، يبدل به أحلامه!... آماله!... آلامه!... واقعه!... البشر من حوله!... سياسة وطنه!... يغير التاريخ!... ربما يغير الجغرافيا!... يغير الواقع المزري!...
يستبدل الآلام بالآمال!... يحرر المقهورين من نير العبودية!... يوجد قوانين عادلة!... يحرر العبيد والرقيق الأبيض والأسود
والأحمر... و...و...!
ماذا لو كان بإمكانه أن يُخرس الجاهل بكبسة زر؟... أن يخفي الفقر؟... أن يطرد المحتل؟... أن يعود طفلاً؟!


هي خواطر مجنونة، لإنسانة خنقها الظلم في وطنٍ أصبح فيه الجهل ناصعاً، والوقاحة ديدناً، والكفر ديناً، والدين الأصيل...
جمرة محرقة يُرجم حاملها بأبشع التهم!

هي خواطر إنسانة كانت ذاهبة إلى النوم، فأرّقها حال وطنها، فقضت ليلها تفكر بريموت كونترول ضخم يحولها بكبسة زر
من انسان إلى يمامة، تمارس حريتها في البراري.
لكن!... ماذا لو التقيتُ بصياد ماكر!؟

No comments:

Post a Comment