دلعُ الليلِ لسانُه في وجهي. بعد أن رجوته أن يحضرَ سريعًا، لعلَّ تعبي يضعُ أحمالَه، بعد نهارٍ حافلٍ بالمسؤولياتِ.
تحاملتُ على نفسي، حملّتها جسدي المنهكُ، ووليتها شطرَ السريرِ.
تمددتُ على جزيرةِ أحلامي، ووضعتُ صداعَ رأسي على خاصرةِ المخدةِ.
أصدر جسدي صوتَ ارتياحٍ: طششششششششششش... فشششششششش.
قدماي المتورمانِ من التجوالِ بسبب انقطاعِ البنزين... صرختا: اللهُ يهدِك... هديتينا.
فأجابت يداي: اسكتي... اسكتي... لقد حملّتنا أثقالًا اليوم.
فزعق ظهري: أجبرتني اليوم على رفعِ المفروشاتِ، تريد أن تنظّفَ المنزلَ...
وعندما صرختُ من الوجعِ، أخرسَتني وقالت: عيييييب... عييييب... ما زال أمامنا الكثيرُ.
أما كاهلي فبكى وقال وهو ينشج: تزداد همومي تراكُمًا، يومًا بعد يوم.
فقلتُ وقد هدني التعبُ: اعذروني فالحياةُ كلُّها مصاعبُ.
همست عيناي المحمرتان: أرجوكِ أغمضينا، لم نعد نرى شيئًا.
أغمضتُ عيناي لحظاتٍ، ومددتُ يدي لأمسك بيدِ الحلمِ الممدودةِ من عالمِ النومِ.
فصرخ دماغي: أطفئيني!... أرجوكِ أطفئيني... لم أعد أحتمل أن أبقى هادرًا وأنتِ تنامين!
حاولتُ إطفاءه يدويًا، فانكسر زرُّ التشغيلِ.
شتمته وقلت بين الصحو والنعاس: أرجوك... انخمدْ ولو لليلةٍ واحدةٍ... أريد أن أنامَ.
فلعنني وقال: ومن سيُطفئني بعد أن كسرتِ زرَّ التشغيل؟
وما زلتُ أنام عن شواردها... ودماغي يهدرُ.
Image rights are reserved to the owner
No comments:
Post a Comment