هو...
حين تتمردُ عليه الأنغامُ، يصبُّ جامَّ نزقه على بياضِ الورقِ، برسوماتٍ تشبهُ -أكثرَ ما تشبهُ- هذيانهُ.
ارتعدَت فرائصُ رجولتِه من سموِّ عنفوانِها، فكتبَ لها:
يمامتي الحبيبة...
أنتِ...
أكبرُ من نزقي... أكبرُ من هذياني... أعقلُ من جنوني... حريتكِ المقدّسةُ أخافت فيَّ أنانيةَ العاشقِ، وعنفوانُ أنوثتك أورَثني رعشةَ المقاتلِ حين يوجهُ سلاحَه فيكتشفُ أن خصمه... طفلٌ.
يمامتي... فلنفترق...
لأجلِ الحبِّ... لأجلِ الحرية... لأجلِ الشغفِ... لأجلِ الوَلَه... فلنفترق.
فلنفترق... قبل أنْ يغتالَ رصاصُ شرقيتي جناحيكِ.
فلنفترق... قبل أنْ تسلبني حرائقُ أنوثتكِ نزقَ المقاتلِ المتمردِ، الذي لم يعدْ يملكُ أمام عينيكِ سوى "فرشاة ألوانٍ" يغيّرُ بها معالمَ الواقعِ الأسودِ.
يمامتي... فلنفترق...
لأنني عاشقٌ مُتيمٌ... فلنفترق...
لأنكِ بيضاءُ في مواجهةِ سوادي... فلنفترق...
لأنني أخافُكِ... فلنفترق!
هي...
هاويةٌ محترفةٌ للأدبِ.
تعيشُ على جناحِ غيمةٍ... جارتها الشمسُ، حرائقُها موشّاةٌ بأبيضَ يطغى على حريرِ ملابسِها. هدوؤها دائمًا في متناولِ روحِها، ترتديه كلما أرادت أن تواجهَ العالمَ.
واجهت رسالتَهُ بعنفوانِ أنوثتها وأرسلت له بطاقةً بيضاءَ خطّت عليها بالأحمر:
امرأةٌ يمامةٌ مثلي... ورجلٌ زئبقيٌّ مثلك، ماذا يمكن أن ينجبا غير الفراقِ!؟
Image
rights are reserved to the owner
No comments:
Post a Comment