لعل أولى الهوايات التي مارستها، كان تجربة كل ما يخص "ماما"، بدءً من أحمر الشفاه، وليس انتهاءً بفساتينها الملونة.
لكن أجمل تجاربي ستبقى تجربة الوقوف في "سكربية ماما"، فأتمايل وأنا أحاول المشي فوق كعبين شاهقين.
وعندما أقع أرضاً كانت أمي تبتسم بحنان وتقول "بكير لتكبري يا صغيرة"!
كبرتُ يا أمي، وأصبحتُ مثلكِ، أعجن الصبر مع خبز الصباح. وقد أيقنتٌ أن كعبكِ الشاهق إنما كان حصنكِ من الغرق في وحول الدنيا! الدنيا التي خضناها معاً كما لو كنا في متاهة، لا بداية لها ولا نهاية!
كبرتُ وأصبحتكِ يا أمي، وأنتِ تحملين الوطن في حقيبة، وتتنقلين بين حربٍ وأخرى.
كم نزوحاً عشناه يا أمي!؟ لعلنا عشنا ألف نزوح وألف عودة، والاستقرار سراب في هذا الأتون الذي يسمونه وطن!
كبرتُ يا أمي... كبرتُ مثلكِ تماماً، القهر ينخر عظامي، والمعاناة في داخلي، ركام فوق ركام فوق ركام.
معاً كبرنا يا أمي ونحن نحمل ركام حيواتنا في هذا الوطن، وقد وهن العظم منا، فلم نعد نستطيع أن نرتدي "سكربية" بكعب عالي!
معاً كبرنا يا أمي ونحن نحمل ركام حيواتنا في هذا الوطن، وقد وهن العظم منا، فلم نعد نستطيع أن نرتدي "سكربية" بكعب عالي!
وقد تنازلنا عن أحلامنا ذات "الكعب العالي"، وهبطنا إلى حدود التمني أن تتوقف الحرب... فقط أن تتوقف الحرب.
Images rights are reserved to their
owners
No comments:
Post a Comment