سنواتي العجاف


عزيزي آدم...
صاحب الطيف الأجمل...
الغائب/ الحاضر... الذي هو في غيابه، أكثر حضوراً في روحي من الجميع. 

عزيزي...
وكما أخبرتكَ سابقاً، لقد مرَّت سنواتي عجافاً، كنتَ خلالها تقفز لحظاتٍ إلى
ذاكرتي... فابتسم، وأكمل الدرب.
لكنكَ... وبطرفة عينٍ من ذاكرتي المثقلة بالآلام والأحزان، أشرقتَ في عتمتها كأجمل وأبهى ضوءٍ، أخفته عن بصيرتي، ذكريات وطنٍ منكوبٍ بشياطينه وقديسيه!

لعل العمر الحافل بالتناقضات الذي عشته، أو لعلها أزمة منتصف العمر، هي السبب في دفق الذكريات هذا، الذي يجتاح نومي ويقظتي... منذ أن زلزتَ بطيفكَ هدوء ذاكرتي وذكرياتي.
فهل يرضي غرور رجولتك، إن قلتُ أنكَ في غيابكَ أكثر حضوراً في روحي، من الجميع!. وأنني كلما أردتُ أن أهرب من بشاعة الغرباء، أغمضتُ عينيَّ وامتطيتُ طائر الشوق ليأخذني إلى شرفتك... هناكَ حيث التقينا... مراهقَين مُرهَقين من صوت المدافع والرصاص!
وأن نبضي يرسل إليكَ كل صباحٍ ومساء، رسائل مع الريح.

إذن يا عزيزي آدم...
يا صاحب الطيف الأجمل...
كلما رأيتَ ورقة بيضاء، انتظرني على قارعتها. لأنني- وأنا متسلحة بأبجديتي المتواضعة ومحبرتي التي استعارت عتمها من ليلٍ أسود فرَّق بيننا- سأرسل لكَ رسالةً أسرد عليكَ فيها، حكاياتي... وكيف مضى ويمضي هذا العمر، ونجمك آفلٌ عن سهادي.



Image rights are reserved to the owner

No comments:

Post a Comment