بعد الرحيل...


عزيزي آدم...
صاحب الطيف الأجمل...
الغائب/ الحاضر...
الذي هو في غيابه، أكثر حضوراً في روحي من الجميع.

على أنغام أغنية سيدة الطرب  و"فكروني"... أكتب لكَ رسالتي هذه.
كنت يافعة بالكاد بدأت أنوثتي تتفتح، سمعتُ إحداهنَّ تقول عني "أن (....) عندما تحب... ستسمع أغنية "سيرة الحب" لأم كلثوم". لكنني/لكننا... خيبنا سيرة الحب بفراقنا.
فأول ما سمعتُ من أغانٍ كانت فكروني... "فكروني ازاي... هو أنا نسيتك!"
لا لم أنسك... أبداً لم أنسك.
لعلكَ نمت أحياناً في أدراج الذاكرة، لكنني كنتُ سرعان ما أوقظكَ بقبلة على الجبين، فقد لأقول... اشتقتُ لك. كان ذلكَ بعد أن يئستُ من زيارة الشارع حيث تسكن، وقبل أن أعرف أن ما يصيبني من حين لآخر من حنين اسمه "اشتقتكَ"... لا اشتقتُ لك. اشتقتُ لكَ تقال لمن غاب هنيهاتٍ، لكنكَ الغائب/الحاضر الذي لا يفارقني أبداً.
الغائب/الحاضر الذي أبحث عنه، في كلِ رجلٍ يمرَّ من أمام حياتي.
فأينكَ يا آدم... تشققت شفاه زمني وهي تسألني... أينكَ!


عزيزي الغائب/الحاضر...
هذه آخر رسائلي إليك!
لا ليس قراراً بالتوقف عن الكتابة إليكَ، بل لأن كل همساتي القادمة ستكون... رسائلي إليكَ. فما قيل في رسائلي السابقة هو مجرد صورة أقدمها لكَ
لتعرف الأنثى التي اختفت منذ نيِّفٍ وثلاثينلكن قلبي العامر بالحنين، سيبقى على طول الزمن، يخبركَ أقاصيصه... ففي كل حنينٍ سأستحضر طيفكَ الأغلى، لأخبره ...وأخبره... وأخبره... إلى أن يمَّل الحنين وتنام عيونه الساهرة.
ولن أنام... لا لن أنام إلا وأنا على يقينٍ أنكَ تغفو في أحلامي... هناك حيث سأقبِّل جبين تعبكَ لأقول... اشتقتكَ.
... لن أتوقف عن انتظاركَ... وستبقى الوجوه بلا ملامح إلى أن يُشرق وجهكَ في عتم انتظاري.


عزيزي آدم...
صاحب الطيف الأجمل... انتظرك...
وإلى أن نلتقي...
أطلق سراح طيفك، لعلي ألقاه على قارعة صدفةٍ، هيأت لنا منذ الأزل متكأينِ من ورد... وقهوة لقاءٍ تنتظر مراهِقين بلغا خمسينهما، وما انطفأت نار الشباب في قلبيهما الأخضرين.



Images rights are reserved to their owners


No comments:

Post a Comment