سؤال


عزيزي آدم...
صاحب الطيف الأجمل...
الغائب/ الحاضر... الذي هو في غيابه،
أكثر حضوراً في روحي من الجميع.

لعلك يا عزيزي قد نلتَ بعضاً من حقوقكَ في هذا البلد. الحقوق التي يخالها الكثير من شبابنا المقهور... أحلاماً.
اسمع هذه الحكاية لتفهم ما أعني.
يحكى أن شاباً عربياً ربطته صداقة بشابٍ غربي، فسأله هذا الأخير "ما هي أحلامكَ يا صديقي؟"... فأجاب الشاب العربي "حلمي عملٌ يناسبني ومنزلٌ لأتزوج ويكون لي عائلة"... فصرخ الشاب الغربي مستهجناً "لكن!... هذه حقوقك وأنا أسألكَ عن أحلامك!!!"

إذن يا عزيزي آدم... هل نلتَ بعضاً من حقوقكَ في هذا الوطن
المتهالك؟.
لعلكَ الآن تعمل فيما يحقق لكَ طموحاتك. ولعلك متزوجٌ ولكَ
عائلة متحابة. أم أنكَ مهاجرٌ ككثير من أبناء هذا الوطن؟... غارقٌ في الغربة، يوجعكَ الحنين لوطنٍ نبذكَ ولم يعطكَ حقكَ في الحياة والعيش؟ إن كنتَ مهاجراً، فهذا يُفسر الكثير. لعل محاسن الصُدف لم تجمعنا يوماً لأنكَ مغترب!

هو سؤالٌ بحجم الحيرة التي أحملها في قلبي.
فكما أخبرتكَ سابقاً انني أبحث عن وجهك بين الوجوه، لكن!...
لم أصادف يوماً وجهاً يحمل ملامحك.
أجالس طيفكَ الجميل... أخبره عن لؤم هذا الزمن، الذي حولني
من الفتاة المغناج التي عرفتها، إلى إمرأة منهكة تحت أحمال الأحزان.
أرسم ابتسامة رضا على ملامح متعبة... كملامح كل إنسانٍ في هذا الوطن المنكوب، بأمراء طوائف متعفني الأرواح والضمائر، احتلوا كراسي الزعامات، وتكلموا باسم المواطنين المكمومة أفواههم، منذ آخر طلقة مدفعٍ أطلقوها، ليضعوا حداً لمهزلة إسمها... الحرب الأهلية!... وأهل لبنان منها براء.
يا عزيزي آدم...
لقد حولني زمن المواجع هذا... بعد أن اغتال شبابي، إلى أنثى
مثقلة بحقوقٍ مسلوبة، وبأحلامٍ لم تتحقق. وأخرى مستحيلة... أوجعها، لقائي بك.


عزيزي آدم...
صاحب الطيف الأجمل...
آدم (ي)... انتظرك...
وإلى أن نلتقي...
أطلق سراح طيفك، لعلي ألقاه على قارعة صدفة، فأخبره سرَّ
الوصول إليَّ.



Image rights are reserved to the owner

No comments:

Post a Comment