والد سندريلا - كمعظم الرجال - لم يستطع تحمل العزوبية فترةً طويلةً بعد وفاة زوجته، رغم عشقه الكبير لها، فالمثل يقول "أعزب دهر ولا أرمل شهر!".
فسرعان ما عثر خلال سهراته العامرة على زوجةٍ من سيدات المجتمع الساهر.
وهكذا احتلت "سيدة السيليكون" قلب والد سندريلا ومنزله. أما سندريلا الجميلة فأصبحت نزيلةَ المطبخ.
خادمةً!؟ ليتها!... على الأقل حصلت على الحد الأدنى من الحقوق التي يحصل عليها الخدم!
كل ذلك والوالد مقتنع أن زوجته تدرب ابنته الحبيبة كي تصبح ربةَ منزلٍ حقيقية.
هبلٌ!؟ لا بل قل حماقةً و"حيونة" من ذكرٍ يفكر انطلاقًا من شهواته.
ذات ليلةٍ ربيعيةٍ دافئة، وبعد أن خرج والدها وزوجته "دمية السيليكون" إلى حفلٍ في منزل أحد الأصدقاء، وفي تمام منتصف الليل، قُرع الجرس في منزل والد سندريلا، وكانت المسكينة وحدها في المنزل.
كان على الباب فارسٌ على حصانٍ أغبر، يحمل يده اليمنى في يسراه، وهي تنزف دماً. هلعت سندريلا فطلب منها أن تهدأ وتساعده.
أحضرت علبة الإسعافات الأولية، اعتنت بجرحه وضمدته. شكرها وامتطى حصانه وهو يبتسم لها ابتسامةً ساحرة.
ابتلعه ليل الحديقة، وسندريلا تفكر بسندريلا الحكاية، التي عرفت أمير أحلامها ذات منتصف ليل. أيعقل أن دورها قد حان لتعرف أمير قلبها؟!
مساء اليوم التالي، استدعاها والدها لأمرٍ عاجل. حضرت وهي مضطربة، فلعل زوجته المصون قد شكت من أمرٍ ما، وكالمعتاد سوف تتحمل هي التبعات.
لكن زوجة أبيها كانت لطيفةً معها على غير العادة، ووالدها حضنها وعلى وجهه ابتسامةٌ حنون! وضع في يدها منديلاً وقال: سندريلا؟ هل هذا منديلك؟
خافت أن تقول الحقيقة، فوجمت صامتة، لكن زوجة أبيها شجعتها بابتسامة وقالت: أخبرينا الحقيقة ولا تخافي.
فأجابت سندريلا بتلعثم: لقد حضر ليلة البارحة إلى حديقتنا رجلٌ جريح وطلب المساعدة، فضمدت يده بهذا المنديل.
ابتسم والدها وزوجته، وقال: حسنًا يا طفلتي، لقد طلب الرجل يدكِ للزواج.
وجلّت سندريلا وقالت: الزواج يا أبي؟ أنا ما زلت صغيرةً!
فأجاب بابتسامة مستهترة: والدتكِ كانت في مثل سنكِ عندما تزوجتها. ثم إن الرجل محترم ومثقف، هو مهندسٌ زراعي.
ولأن زوجة والدها تريد أن تتخلص من وجودها في المنزل بأسرع وقت ممكن، تزوجت سندريلا سريعًا من فارس الحصان الأغبر.
استفاقت المسكينة صباحًا على نواح حماتها، والدة عريسها.
بالمناسبة، لقد نسيت أن أخبركم أن فارس الحصان الأغبر لم يكن سوى ناظرٍ على فلاحي وعمال أرض المهندس الزراعي ذو السمعة العطرة، والحصان الأغبر لم يكن إلا بغلاً متهالكًا تحت هذا الكائن.
وهكذا... أصبحت سندريلا زوجة ذكرٍ جلفٍ يعامل زوجته كما يتعامل مع أدوات الفلاحة. تزوجها لتنجب أبناءً ولتكون خادمةً تعتني بوالدته المريضة أثناء غيابه!
Images rights are reserved to their
owners
No comments:
Post a Comment