غادة الكاميليا والسيلكون


تأملت غادة الكاميليا صورتها في المرآة... وتلمست بأطراف أناملها تجاعيدها العميقة. رحم الله زمنًا كانت فيه غادةُ يأتمر بلحظ عينيها عليّة القوم وصفوة الرجال.
فكم من عاشقٍ ركع تحت قدميها، وكم من ولهانٍ فرش أرضها بالغالي والنفيس.
أين ذهب عشاقُ زمنها ذلك؟ وأين أصبح جاهُ غادة الكاميليا؟

مات عشاقها بسبب جرعة شيخوخة زائدة أو ناقصة، وتركوها نهبًا للوحدة والإفلاس، وهي تبهرها الأضواء.
زارتها صديقةٌ لها من العصر البائد، وأطلعتها على أحدث ابتكارٍ يعيد الشباب والنضارة لعجائز في أرذل العمر، ويمحو عن الوجه أي قبح أو تشوه.
... وخرجت غادة الكاميليا من إحدى العيادات المختصة صبيةً تختال بصباها.

... وفجأة ظهر صاروخ عابر لجميع الفضائيات، سيدة الاستعراض والمسرح الغنائي... أميرة الكليبات... القنبلة المفخخة أو عفوًا... القنبلة المنفخة...
غادة الكاميليا.
عشقها جيل الهشك بشك... وقلدتها الفتيات في طريقة ارتداء ملابسها... وأصبحت أيقونة الفن!
ورحم الله زمن الفن الأصيل.

وهكذا أصبحت غادة الكاميليا الفنانة رقم واحد في جميع دولنا المنكوبة بتخلفها.
تحاضر في الفن والموضة والموسيقى، وتعطي رأيها في فيروز وصباح... وأم كلثوم...
وتعوي بأغنياتهنَّ وبأغنيات الكبار... وتحاضر في خصوصية هذا الزمن الفني الجديد... وتحاضر في خصوصية كل زمن... وتحاضر في العفة أيضًا!
وعلى الفن الأصيل السلام... وعلى الزمن الجميل السلام... وعلى الذائقة الفنية ألف ألف سلام.







Images rights are reserved to their owners



























No comments:

Post a Comment