لماذا نكتب؟



أكتبُ كي أَفهَمَني...
فَقَبيلةٌ نِساءٍ تسكنني، أجهل لغتها.
أكتبُ نساءَها نصًّا بعد نصّ، لعَلَّني/لعَلَّنا نتعارف ذاتَ سردٍ.

أكتبُ كي أُرمِّمني...
أنا المنذورةُ للقضايا الكبرى، منذ أن عاصرتُ حربًا ووطنًا جريحًا وألفَ ألفِ حزنٍ.

أكتبُ...
لأنني سجينَةُ زمنٍ مجنونٍ، أهداني أقدارًا لا تتحققُ، وقطاراتٍ متوقفةٍ منذ ألفِ عامٍ، وطائراتٍ لا وجهةَ لها.

أكتبُ...
لأنني حزينةٌ كمقطوعةٍ موسيقيةٍ تُعزَفُ في سهرةِ الصمِّ!
كوردَةٍ لم تصلْ... كرسالةٍ لم تُفتح... كحذاءِ طفلٍ ظهر بين الركامِ. 
كطفلةٍ مرسومةٍ بالطبشورِ على الجدارِ، أمطرت عليها السماءُ، فذابَ فستانُها الزهريُّ، وظلَّلَ أعيادَها عتمُ اليتمِ.

أكتبُ...
لأن الأبجديةَ صراخي، ودموعَ محبرتي تسقي المسافاتِ حين يتسع الغيابُ.

أكتبُ...
لعَلني أراوغ ألغامَ الحنينِ، وأقيمُ من شظايا أحلامي أحجارَ عثرةٍ أضعها في طريقِ العمرِ الهاربِ.

أكتبُ...
لأن لا شيء فيَّ مكتملٌ إلا أحزاني. في رأسي براكينَ غضبٍ وصداعٍ.

أكتبُ...
لأنني نبوءاتُ العرافاتِ وأنينُ الخائفينَ.
في ذاكرتي قمرٌ ذبيحٌ، وشمسٌ غاربةٌ، وألفُ نجمةٍ منطفئةٍ... وبردٌ ودهورُ حزنٍ.

أكتبُ!!!...
أنا لا أكتب... بل أنزف حبرَ دمائي على أبيضِ الورقِ.






Images rights are reserved to their owners

No comments:

Post a Comment