ماذا لو ظهر آدم؟


كبرتُ... أصبحتُ امرأةً طاعنةً في "الاشتباك".
كنتُ أزدادُ "اشتباكًا" مع الحياةِ وفيها، كلما طعنتْني في ألاعيبها.
أما طفلةُ الحربِ داخلي، فلم تغادر صباها، الذي تفتح على تلك الشرفة، حيث راودها آدم، وأهداها أحلامَ العذارى.

بلغتِ الصبيةُ داخلي عتياً في الندم... وقررتْ أن تبحثَ عن آدم (ها)!
كنتُ لها بالمرصاد!... قررتُ أن أظهرَ لأواجهها، بعد طولِ غياب!
حسنًا... ها أنا ذا يا بنيتي...
على مرِّ الزمنِ ومُرِّهِ، تركتكِ تخوضينَ حروبكِ وحيدةً، تواجهين وتختبرين نيرانَ الخذلانِ والغدرِ والخيانة، تتلقين لدغاتِ مشوهي العقول والمشاعر، في كلِّ مكانٍ وزمان.

لكن!... مهلاً أيتها الطفلةُ الطاعنةُ في سذاجتها.
تريدين البحثَ عن آدم (كِ)!؟
فماذا لو ظهر آدم؟...
وفي معصميهِ قيودُ زواجٍ، وجسدٌ متهالكٌ تحت أقدامِ شظفِ العيشِ فوق فوهة بركانٍ أسموه... وطن!

أو... حاملاً على كاهله وزرَ غربةٍ أسسها في بلادِ الثلج، وسريرَ غريبةٍ أهدته حضنها، يومَ فرَّ من ملاجئ لبنان، وقد حزم نزيفه مع صورةٍ عتيقةٍ لوالديه!

ماذا لو ظهر آدم؟...
مطبلاً لزعيمٍ نهبَ الوطن. بين الفينةِ والأخرى يرمي لـ "أزلامه" فُتاتَ موائده!
أو... ناعقًا في بوقِ الطائفيةِ والمذهبية!

ماذا لو ظهر آدم؟...
حقًّا يا فتاة... ماذا لو ظهر آدم؟...
فكان في خُلقهِ وأخلاقهِ، صفاتُ كلِّ الذكور الحاملين في جيناتهم همجيةَ الأجلاف!

ماذا لو ظهر آدم؟...
لكنكِ لستِ أميرةَ أحلامهِ!
يا طفلةَ الحرب... أفيقي من سباتِ الأحلام، فالذكرياتُ رائعةٌ لأنها معتقةٌ في خوابي الماضي، ويجب أن تبقى.

عزيزي آدم...
يا صاحبَ الطيفِ الأجمل...
الغائب/ الحاضر... الذي هو في غيابه، أكثرُ جمالاً في روحي من الجميع.
لعلنا نلتقي على قارعةِ صدفة... ولعلنا لا...
لكنكَ ستبقى في ذاكرتي، الماضي الأجمل.







 Images rights are reserved to their owners

No comments:

Post a Comment