دراكولا* وليليث* في بلاد عجبستان

 
ذات ليلة عاصفة، وهزيم الرعد يصم الآذان، والريح تعوي ككلب أجرب، ضربت صاعقة مدافن منسية في ضواحي دولةٍ هاربة من أزقة التاريخ، تدعى"عجبستان"، وكانت الضربة صاعقة، فجرَّت القبور وبعثرت الجثث.


نظر صاحب أضخم جثة حوله بذهول، ثم تفحص نفسه وتمطى بعد طول نوم... سمع بجانبه ضحكة أنثوية مجلجلة بالأنوثة!
نظر إليها فأشارت له بيدها وقالت: مرحباً.
زعق في وجهها: بحق الجحيم من أنتِ؟ وماذا نفعل نحن الاثنين هنا؟
ضحكت بسخرية وأجابت: يا لكَ من أحمق، هل نسيت!؟... أنا ليليث شيطانة الرعب، وأنتَ دراكولا مصاص الدماء، وقد أرسلنا الشيطان من الجحيم إلى هنا في مهمة رسمية.
فأجاب حائراً: عجباً!... كيف تذكرين أنتِ المهمة وأنساها أنا؟
وضعت يدها في يده وأجابت: لأن هذا ما يجب أن يحصل.
ازدادت حيرته وقال: لا أفهم شيئاً...
فقالت: أنا وأنتَ يجب أن نحكم العالم، أنا أُعمي بصائرهم بألاعيبي وسحري كي تنام عقولهم، وأنتَ تمص دمائهم. لكنكَ سرعان ما ستنسى كي لا تأخذكَ الشفقة عليهم.
حك دراكولا رأسه وقال: حسناً... لكن لما سنفعل ذلك؟
أجابت بابتسامة خبيثة: لا شأن لنا... هي حربٌ بين الله والشيطان... ونحن مجرد جنود في هذه الحرب.
صفَّق دراكولا بيديه وجلجلت ضحكته وأجاب: كم أحب ألاعيب الشيطان...
ثم قال كمن تذكر أمراً: لكن!... هل نستطيع أن نفعل ذلكَ وحدنا؟
أجابت ليليث بمكر: طبعاً لا... سوف يولد الليلة من نسلنا آلاف الجنود المجندة من الشياطين ومصاصي الدماء كي ينتشروا في أهم مواقع القرار في العالم كله.
تفصَّد دراكولا عرقاً وحك رأسه وقال: الليلة؟... وكيف لنا بليلة واحدة أن ننجب آلاف الأطفال!؟
بطحته أرضاً بركلة واحدة وقالت: يا لك من أحمق... سوف أريك...

وهكذا!... وقبل طلوع الشمس، استعرض دراكولا وليليث مواليدهم المشمولين بلعناتٍ من الشيطان نفسه.
وشرب الجميع نخب... النظام العالمي الجديد.





*دراكولا: رواية رعب من تأليف الكاتب الايرلندي برام ستوكر.
بطلها مصاص دماء. 





*ليليث: شيطانة عواصف من بلاد الرافدين، ترافق الريح، وأعتقِدَ أنها تحمل المرض والموت. تظهر ليليث في المعارف اليهودية باعتبارها شيطان الليل، وكبومة نائحة في طبعة من الكتاب المقدس.  







Images rights are reserved to their owners

No comments:

Post a Comment