قررت جولييت الألفية الثالثة أن تدخل عالم التكنولوجيا، لعلها تجد في الإنترنت سلواها بغياب روميو، المهاجر بحثًا عن لقمة العيش.
لكن روميو العاشق الولهان، ما هان عليه أن يترك حبيبته عرضة لذئاب الزمان، فأنشأ صفحته الخاصة على الفايسبوك ليتواصل مع حبيبته جولييت، الأميرة السعيدة بحبيبها الذي آثر مشاركتها الحياة من وراء شاشة الكمبيوتر، بدل أن يتركها وحيدة تندب حظها وغربتها بعيدًا عنه.
عاشت جولييت أيام حب مع روميو الواله، القادم بعد بضعة أشهر فقط ليتزوج حبيبته جولييت التي تنتظره منذ مئات السنين. عاشت على أمل عودة أميرها الحبيب الذي يسطر ملاحم بطولية في أعماله في الغربة.
أرسل لها صورة خاتم الماس الذي أوصى أهم مصمم مجوهرات في البلد أن يصنعه لها، خاتمًا يليق بجمالها ورّقتها. كما أرسل لها تصميم الفيلا التي ينوي أن يبنيها لها في الوطن كي يعيشا فيها حبهما الكبير. ولم تستطع جولييت أن تخفي فرحتها، فأخبرت صديقاتها وعائلتها أن روميو عائد أخيرًا إلى أرض الوطن ليتزوجها ويبني لها قصر الأحلام.
في هذه الأثناء، تعرفت جولييت أيضًا من خلال الفايسبوك على صديقة في منتهى خفة الدم، أحبتها جولييت وبادلتها المحبة، ولشدة ثقتها بها كانت تخبرها بكل أسرارها الخاصة والحميمة. كانت هذه الصديقة تلح على جولييت بضرورة أن تتواصلا عبر السكايب، كي تتحادثا بالصوت والصورة. فوعدتها جولييت أن تستشير حبيبها روميو في الموضوع. فهو لا يحب هذا التطبيق، ولا يستخدمه.
وافق على مضض بزعم أنه لا يستخدمه لأنه يرفض أن تبث صورتها في الإنترنت!... "لكن من أجل صديقتك... لا بأس!".
وعدتها صديقتها أنه لن يكون معها أحد في الغرفة، لذا تستطيع جولييت أن تكون على راحتها تمامًا.
نجح الاتصال بين الصديقتين، لكن مشكلة حصلت في الصورة لدى صديقة جولييت، فطمأنتها أنها ستحل المشكلة خلال دقائق. كانت جولييت في أخف ملابسها، صفرت صديقتها عندما رأتها وقالت: "قفي قليلاً لأراكِ"، فوقفت جولييت وهي خجلة وقالت: "ماذا جرى معكِ؟ ألم تتمكني بعد من إصلاح العطل؟" فأجابت الفتاة: "لحظات، وانتهِ، دعيني أتأمل جمالكِ غاليتي."
انقطع الاتصال فجأة! ولم تفهم جولييت ما حصل. انتظرت لعل صديقتها تعاود الاتصال، لكن انتظارها طال... والصديقة اختفت عن السكايب. قررت أن ترسل لها رسالة عبر الفايسبوك، لكن... يا للعجب! لقد اختفت صفحة صديقتها ولم يعد لها وجود.
بدأت جولييت تشعر بالقلق مما يجري، فقررت أن تخبر روميو بما حصل معها. لكن كان عليها أن تنتظر حتى ساعة متأخرة من الليل إلى أن يعود روميو إلى منزله ليتواصل معها.
ومرَّت الساعات كالدهر إلى أن حضر روميو. كتبت له جولييت رسالة تخبره بكل ما جرى معها، وتقسم عليه أن يفهمها ما الذي حصل... فكانت المفاجأة!
أرسل لها صورها الشخصية التي ظهرت بها اليوم على سكايب مع صديقتها! ثم أرسل لها نفس الصورة بعد إجراء تعديلات عليها فبدت جولييت عارية تمامًا!
أخرستها المفاجأة... فبادرها روميو برسالة مختصرة: "أليس حرامًا أن يختفي هذا الجمال وراء حُجب؟... ما رأيكِ أن تعملي معي في وكالة الإعلانات؟"
انفجرت جولييت بالبكاء، فهذا النذل لم يكن حبيبها روميو!
أرسلت له رسالة مليئة بالشتائم... لكنه ذكرها بالصور وبالرسائل الغرامية التي بحوزته! وذكرها أنه بكبسة زر يمكنه أن ينشر حولها فضيحة تصمها بالعار إلى الأبد.
أُسقط في يدِ جولييت وأذعنت لتهديده!
وهكذا بدأت كل ليلة تتعرى أمام الكاميرا ليلتقط لها روميو المزيف صورًا مثيرة يستخدمها في إعلاناته وأعماله.
في أحد الأيام، وبعد جولات من الذل عاشتها مع روميو المزيف، وجدت منه رسالة يخبرها فيها أن صديقه (....) مستشار أمير منطقة (....) سيزور الوطن ويريدها أن تكون دليله ومرافقته طوال أيام الرحلة.
دخلت لتستحم قبل الخروج من المنزل مع والدتها إلى السوق... وخرجت من الحمام مقطوعة شرايين اليدين... فوصلت إلى المستشفى جثة هامدة.
مات السر مع جولييت...وروميو البديل الذي قتل روميو الأصيل ليستطيع لعب دوره في الحكاية، لم يزل طليقًا، يمارس سحره على الصبايا باسم الحب ليستغل أنوثتهنَّ في أعماله.
Images rights are reserved to their
owners