الراعي الكذاب في خدمة الرعية


وكان جزاء ممارسته للكذب فقدانه قطيع أغنامه.
حين هاجم الذئب قطيع الراعي، لم يأبه أهل القرية لندائه، فقد اعتادوا على كذبه. وهكذا افترس الذئب القطيع.
وعاش الراعي الكذاب، كما أسماه أهل قريته، في فقر مدقع بعد فقدان أغنامه، وما لبث أن بدأ بالسطو على بيوت أهل القرية الوادعة، سارقًا لقمة عيشهم. ولتغطية أفعاله المشينة، كان يعمد إلى اختلاق حكايات وأخبار كاذبة تُبقي أهل القرية في حال دائم من الخلاف والشِجار.


وصلت قصة الراعي الكذاب إلى إدارة البيت الأبيض، فارتأى قادة أميركا أن هذا الشخص هو أنسب من يمكن أن يخدم مصالحها في تلك البلاد. وفورًا تم إبلاغ كيان العدو الإسرائيلي أن الفرصة أصبحت سانحة أخيرًا لعودة غير مباشرة إلى عقر دار هؤلاء الرعاع الذين رفضوا وجود جيش مسالم كجيش إسرائيل، الذي أتى إلى بلادهم المتخلفة بهدف نقل العلم والمعرفة.

ذات ليلة غاب عنها القمر، رأى بعض الشبان سيارة تحمل العلم الأميركي تتوقف فجراً أمام دار الراعي الكذاب، سرعان ما استقلها معهم هذا الأخير... واختفى أثره من القرية.

حان يوم الاستحقاق الرئاسي، فتعلقت أعين أهل القرية على المحطات، انتظارًا لإعلان اسم رئيس دولتهم الجديد.

خرج من قاعة الانتخابات نائب ألقى خطابًا تعريفيًا بالرئيس، فعدد مناقبه وخدماته للوطن وبطولاته في محاربة العدو وأياديه البيضاء مع الفقراء والمعوزين.
وأخيرًا نعلن لشعبنا الحر الأبي أن رئيس جمهوريتنا الفاضلة هو "............"!

كان أول من مات مصعوقًا من هول الخبر زوجة الراعي الكذاب، صعقها خبر توليه منصب رئاسة الجمهورية، بعد أن اعتقدت أن السفير الأميركي قد أخذه تلك الليلة معه كي يقتله بسبب سمعته السيئة وسرقاته واحتياله!
وحلت اللعنة على الشعب الحر الأبي، فمنهم من مات بسكتة دماغية، ومنهم من فقد عقله وأخذ يعدو في الشوارع هاتفًا بسقوط النظام.

انتشر الجيش في الشوارع لقمع المتظاهرين، الذين أسمتهم وسائل الإعلام العالمية بـ"المحتفلين برئيسهم الجديد".
وأدرج كتاب غينيس للأرقام القياسية اسم الرئيس الجديد على أنه أكثر رئيس جمهورية في التاريخ، يسقط هذا العدد من الوفيات فور إعلان فوزه فرحًا بالخبر!








Images rights are reserved to their owners





 


No comments:

Post a Comment