الأميرة والضفدع في زمن المصالح


في عمق الغابة، وبين أشجارها الكثيفة، التقت الأميرة بضفدع صغير يتحدث بصوت إنسان. كان يحمل سرًا غامضًا:
كان في الأصل أميرًا، لكن ساحرة شريرة سحرت قلبه وحولته إلى ضفدع، ليصبح لعبتها ورفيق لياليها الباردة، وخادمها في حفلاتها الصاخبة. لم يكن الضفدع مجرد مخلوق عادي، بل كان يحمل بين عينيه حزنًا دفينًا وقصة حب ضائعة.


أحبت الأميرة ذلك الضفدع، ليس فقط لحديثه العذب، بل لروح الأمير التي لم تفقد بريقها رغم قسوة السحر. قررت أن تكسر اللعنة، أن تعيد له حياته التي يستحقها، حياة الإنسان الذي كان.

بدأت رحلة البحث المضنية بين صفحات المواقع الإلكترونية، بين كتب السحر والشعوذة، حتى وجدت وصفة غامضة تعد بإعادة الضفدع إلى هيئته البشرية. كتبت كلماتها السحرية على ورقة غسلتها بماء الورد، ورشّت عليها رذاذ عطرها الخاص، وكأنها تضع جزءًا من روحها في تلك الوصفة.

تناول الضفدع الورقة، وفجأة، تحوّل أمام عينيها إلى أمير وسيم، يملؤه الوقار والجمال. كانت لحظة انتصار، لحظة حلم تحقق.

لكن فرحها لم يدم طويلاً. فقد اجتاح الأمير شعور غريب، حنين لا يُقاوم إلى جحر الساحرة التي كانت مسيطرة على حياته لسنوات. ترك الأميرة، وخنجر الهجران يغرس في قلبها، وعاد إلى الساحرة، يتوسلها أن تعيده إلى هيئة الضفدع. قال لنفسه إن الساحرة ستلاحقه بسحرها إن لم يعد، فاختار العودة طواعية، اتقاءً لشرها.

عادت الأميرة إلى قصرها، مثقلة بجراح الفقد، وروحها تئن تحت وطأة الألم والصدمة. في لحظة غضب عميق، صبت جام غضبها على الشبكة العنكبوتية التي خدعتها، تلك التي وعدتها بأن الوصفة السحرية مجربة ولا تفشل، لكنها كانت مجرد وهم قاتل.

وهكذا، تركها القدر تواجه وحدتها، وحكاية حبها التي لم تكتمل، تذكرها بأن المصالح قد تكون أقوى من الحب، ولكن القلب دائماً سينبض بالأمل.









Images rights are reserved to their owners



   


 

No comments:

Post a Comment