سأكون ورودًا بريّةً
على حافةِ صخرةٍ
في قريةٍ جنوبيةٍ وادعةٍ
تلونت بدماءِ الشهداءِ.
سيقطفني طفلٌ
في مواسمَ الفرحِ
ليهديني إلى أمهِ
تضعني في ماءِ الحياةِ
تحت صورةِ الشهيدِ.
سأتنشّقُ عطرَ الشهادةِ
وأينعُ أحمرَ
يرسمُ دروبَ الأجيالِ
الطالعةَ...
من مدنِ التعسفِ والظلمِ.
سأكون عكازَ عجوزٍ
تركَ الزمنُ قبلاتهُ
أخاديدَ على وجنتيها
ورسمَ التعبِ
خطوطَ آلافِ المصاعبِ
على حريرِ يديها.
سأسندُ تعبها
سأهشُّ الذبولَ
عن زهورِ ذكرياتها
وسأهديها طوقًا من حنينٍ.
سأكون وردةً
يتبادلها العشاقُ
في ليالي الشغفِ.
وإكليلَ حبٍّ
على ضريحِ والدٍ
أفنى شبابهُ
على نيّةِ بناءِ أجيالٍ أرقى.
سأكون عصفورًا
يغرّدُ على نوافذَ الأملِ
تراتيلَ حبٍّ وصلاةٍ
تؤنسُ صباحاتِ الحزانى
الذينَ ما استفاقوا بعدُ
شموسَ لقاءاتهم بالحبيبِ.
سأكون زجاجةَ عطرٍ
ألاحقُ بالشذا
شبابكَ المتوهّجَ
فأعبقُ بك...
وأهمسُ في حنايا روحكَ
ما نسيتكَ...
يا حزنَ الأيامِ الغابرةِ
ما نسيتكَ.
Images rights are reserved to their
owners