إنكِ تنتمين إليّ، وقد جعلتكِ ملكي، فأنا لا أظن أن ثمة امرأة، حتى في عالم الحكايات الأسطورية، قد حُورِبَ من أجلها كما حاربتُ من أجلكِ في داخلي.
فرانز كافكا
هزّتني هذه المقولة لكافكا، فكم تشبه حالي معكِ، بل كم تشبه حرب روحي لأجلكِ. أعشقكِ... لعلها كلمة قليلة على ما أشعر به نحوكِ. أنا طبيب جراحة الدماغ الذي ما اهتز يوماً أمام امرأة.
رأيتكِ ترقصين في فرقة زفّة في أحد الأعراس، سحرني رقصكِ، وعرفتُ أنكِ مديرة الفرقة. بحثتُ عنكِ، عرفتكِ... أحببتكِ... لاحقتكِ... وجعلتكِ صديقتي!
حار الرفاق في أمري، فأجمل وأشهر نساء العالم ما استطعن أن يلفتن انتباهي، فماذا في "رقّاصة"!؟ كان الرفاق يقولون إنني بالتأكيد بحاجة إلى شيء من التفاهة في حياتي وسط هذا الكم من التعقيد من حولي، لكنني كنتُ أصرّ على أني... أحبكِ.
دعاني يوماً صديقي طبيب الأمراض النفسية أن أزور معه مبنى إصلاحية الأحداث بحجة معاينة شاب يافع يعاني من صداع عنيف تتبعه، فذهبتُ معه لمعاينة الشاب، وسمعتُ هناك أغرب حكاية!
والدة الشاب كانت خادمة في منزل طبيب، أنجبت ابنها على الرصيف بعد أن رفضت عائلة الطبيب الاعتراف بالطفل، وكان الطبيب قد توفي قبل أن يعلم عن ابنه شيئاً. فنشأ الولد في حواري العاصمة الفقيرة، على الرذيلة والجريمة، وقد ارتكب جريمة قتل وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره بعد!
نظر إليّ صديقي طبيب الأمراض النفسية وقال "لا يمكن لأم جاهلة أن تربي تربية أفضل، حتى لو كان الوالد طبيباً."
عدتُ إلى منزلي وأنا أصارع شيطان حبكِ في روحي، كم أحسستكِ بعيدة عن عالمي في تلك الأيام. فماذا لو تزوجتكِ وأنجبتِ فتاة!؟ هل ستعلّمينها الرقص!؟ أم سيكون ولدي طبّالاً!؟ ماذا لو متُّ في حادث قبل أن أرى ولدي؟ كيف ستربينه!؟
العلم؟... هل تعرفين أهمية العلم في حياتنا؟ أنتِ التي تعتبرين الدراسة صداعاً و"وجع رأس على الفاضي". لطالما أضحكتني عبارتكِ وكنتُ أعتقدها خفة ظل منكِ، إلى أن رأيتُ الولد في إصلاحية الأحداث. أيمكن أن يكون ولدي في ذاك المكان!؟
شهور من الضياع عشتها، حرب ضروس خضتها... واتخذتُ قراري!
قتلتُ شيطانكِ في قلبي، خنقتُ عشقي لكِ، طردتكِ من حياتي، وأكملتُ طريقي...
Images rights are reserved to their
owners