قبل الأوان!... فات الأوان


لستُ خاطئةً!... أقسم باللهِ أنني لستُ خاطئةً!
لكن لا أحد يصدقني!
لقد وصموني بالعار، لأن زوجي قال!... ونحن في مجتمع يُصَدِّقُ فيه الرجل مهما قال!

حكايتي باختصارٍ هي حكايةُ كلِّ أنثى تحافظ على شرفها حتى اللحظة الأخيرة.
كنتُ مخطوبةً - بعقدٍ شرعي - لابن عمتي، الآتي من بلاد الغربة، المحمَّل بالثقافة والانفتاح. رجلٌ لم أفكر لحظةً قبل أن أوافق عليه، فهو فتى أحلام مراهقتي وحبيب ذكرياتي البريئة.

ذات ليلة، وقبل زفافنا بأسبوعٍ واحد، كنا مدعوين لحفلٍ أقامه صديقُ خطيبي ماجد.
شرب كثيرًا تلك الليلة، وكلما حاولتُ ثنيه عن الشرب، قال "أنا أحتفل يا حبيبتي بزفافنا القريب."
خفتُ عليه كثيرًا من القيادة، فأنا لم أكن أجيدها أبدًا. لذا ألححتُ عليه أن نغادر قبل أن يفقد وعيه تمامًا.

قاد ماجد سيارته حتى وصلنا إلى الفندق حيث ينزل كلما عاد من سفره. سألته، فبرر تصرفه بأنه لم يعد قادرًا على القيادة! نويتُ أن أوصله إلى سريره، وبعدها أتصل بأهلي، فيأتي أحدهم لاصطحابي إلى المنزل.

صعدنا إلى غرفته... حاولتُ وضعه في السرير... لكنه عانقني وحاول أن يخلع عني ملابسي!... رجوته أن يتركني، فصرخ "لكنَّكِ زوجتي!"
رجوتُه أن ينتظر ليلة زفافنا، لكنه أبى وأصرَّ على موقفه. قاومته فمزق ملابسي!
هربتُ منه وركبتُ أول سيارة أجرة، ودموعي تغسلني.

كان غضبُ والديَّ وأخوتي عارمًا عندما عرفوا بما جرى، وتوعدوه بأشد العقوبة حين يروه.

حضر صباحًا... كان بادي الندم والأسى على محياه. ركع أمامي معتذرًا... وبرر موقفه بأنه كان سكرانًا ولا يدري ما يفعل. بكى... رجانا أن نسامحه... أبدى شديد ندمه وأسفه.
سامحه أهلي فسامحته... كم كان صادقًا وهو يطلب الصفح، وكم كنتُ ساذجةً حين صدقته.

أقيم زفافنا بعد أسبوع. كان حفلاً أسطوريًا، كما حلمتُ دومًا.
أشرقت شمس عمري مع شمس صباح زفافنا. مددتُ يدي لألمس ماجد... لكنه لم يكن بجانبي. ابتسمتُ: "لعله في الحمام."
جلست على سريري، وفوجئت بمشهدٍ مرعب: الخزائن مفتوحة على مصراعيها، وعلى المرآة مظروفٌ مغلق.
ماجد... أخذ حقائبه... طلقني... وسافر!
انتقم مما جرى؟... أجل... انتقم مني لأنني قاومته تلك الليلة، قبل زفافنا بأسبوع.
لقد عاقبني لأنني حافظتُ على كرامتي وطهارتي!

انقسم الناس من حولي، فمنهم الشامت ومنهم المواسي، وأقلهم المتعاطف.
منهم من أقسم أن ماجد تركني لأنه وجدني غير عذراء! ومنهم من ادعى أنني صارحته بحبي لرجلٍ آخر!... ومنهم... ومنهم...
المرعب أن حكاية عدم عذريتي قد نالت إعجاب واستحسان ماجد... فتبناها!

وتركني حاملاً بابنٍ لم يعترف به! وعمتي ناصرت ابنها ضدي.

وُلِد طفلي من دون أب، أنزله شقيقي على خانته في السجلات الرسمية، وهكذا أصبح ابني هو ابن أخي في الأوراق الرسمية.
وهكذا سيمضي العمر!







Images rights are reserved to their owners