قيد أنثى


"كنتَ تقرأ أوراقي... وأقرأ أنا عينيك. وترقب فيَّ الأديبة... وأرقب همس شفتيك. وأذوب في حرير أناملك وأنتَ تلمس أوراقي... تلمسني.
ترتشف قهوتك المُرَّة وتطالع قصائدي... وأرتشفُ مرار قهوتي مع شوقي إلى لمس يديك. فذاك الطفل الساذج بجسد عجوز، لا يعرف من أبجدية الحب حرفًا. كم أكرهه، هذا العابث الذي يقلبني بين يديه كدمية بلا إحساس، ويعزف على جسدي أسوء ألحان الهوى. 
كم أتمنى العتق من أسره، لأعيش معك حريتي... صباي... أحلامي... جنوني... لهفتي... توتري... كبريائي... أنوثتي... وحتى طربي ودواري".


رفع رأسه عن أوراقها مذهولاً، لا يمكن أن يصدق ما تراه عيناه، زوجته الحبيبة الصغيرة! تكرهه... وتخونه! المجرمة... الكاذبة... المخادعة.
عادت مساءًا، نشوى بصباها، عرف أنها كانت معه، فرائحته تفوح من ثيابها، وبصماته على جسدها.

قبل أن ينتصف الليل، كانت تنتحب في منزل والديها. لقد طلقها ويرفض أن يخبرها عن ذنبها.

لم يصدقه أحد، حين ادعى أنها خائنة، هي لا يمكن أن تخونه، فلا واحدة من زوجاته الثلاث السابقات أحبته مثلها، وأخلصت له بقدرها. لكنه أصر على موقفه، فهي خائنة... وكفى.

صدر كتابها الجديد... على غلافه مقطع مما سبق وقرأه في أوراقها. إذن دليل خيانتها في كتابها!
دعا كل الأصدقاء تلك الليلة. سوف يوزع عليهم نسخًا من كتابها الجديد، ليثبت لهم خيانتها!

أمسك الجميع بنسخهم وطالعوا بداية الموضوع بوجوم، إلى أن وصلوا الى المقطع الأخير من القصة:
"أجبرني والدي على الزواج منه، رغم صغر سنه، فأنا مطلقة ولزامًا عليّ أن أصبح في عصمة رجل... رجل!؟... "

لم تكن هي قد تزوجت قبلاً، وزوجها أو طليقها كان يكبرها لا العكس، و...!

إذن كانت القصة!... مجرد قصة.
أغلق الأصدقاء كتبهم وانسحبوا بهدوء، وهو في الركن يبكي.


خلال مقابلة تلفزيونية معها، كان يتابعها وهو في فراش المرض.
سألتها المذيعة عن طليقها: أيعقل أنك ما زلت تحبينه؟
أجابت: أجل... وسأبقى دائمًا أحبه.
فأكملت المذيعة: لا بد انه قد عرف الحقيقة، فهل يمكن أن تعود المياه إلى مجاريها.
أجابت بثقة: ما كُسِر لا يمكن أن يُصّلح، فأنا... لم أعد أحترمه. 








Image rights are reserved to the owner