كنت
أرفض الزواج دوماً، ليس لأنني أعيش قصة حبٍ مستحيلة، بل لأن ما كان بداخلي هو مجرد
وهم وسراب، فقد حدث لي أنك
ولأنك المسافر عن عمري دائماً، فقد قنِعتُ بإنسلاخي
عنك، وأرسلتُ روحي لترافقك في جميع سكناتك وحركاتك.
ودارت الأيام... ومرّت السنوات... كبرت.
... التقيت به صدفة، فعبر حواجزي بإصراره،
وأفهمني أنه الرجل الذي سيحول حياتي إلى سيمفونية رائعة من السعادة والفرح...
فتزوجته.
بعد مضي حوالي خمسة وعشرون عاماً على زواجنا، اكتشفتُ حقيقة لم أكن أعرفها عن
نفسي أبداً. اكتشفتُ أنني أعظم ممثلة عرفتها الحياة، ولم تشهدها المسارح. لقد مثلتُ
دور الزوجة المحبة والمعطاءة والمتسامحة، رغم كل الأخطاء، طوال هذه السنوات.
فعندما اكتشفتُ انه لا يستطيع أن يجعلني أماً،
بحثتُ عن الدور الذي يجب أن العبه في موقف كهذا، فكان القناعة والصمت وإخفاء
الجراح. فأقنعت نفسي بالرضا عن أنوثتي المنقوصة وأمومتي المسلوبة، وتحولتُ إلى
مجرد شكل خارجي جماله ينبع من مهارة من رسم خطوط ملامح وجهه، وأهميته تنبع من كونه ما زال صالحاً للاستعمال.
بعد أن ذهب في رحلته الأبدية، سمحت لي وحدتي بنزع جميع الأقنعة،
فوجدتُ أن الداخل لم يعد روح إنسان، بل إنه دمار شامل، كذاك الذي يلي غارة حربية،
ووجدتُ أن الجمال حولته لعنة التمثيل إلى تشوه، وبصمات آلاف الحوادث.
وسط
هذا الكم الهائل من الزيف والتصنع، اكتشفتُ، في ومضة إحساس، انك أنتَ، يا وهم
حياتي وانكسارها، كنتَ الخفقة الحقيقية الوحيدة التي لم تتحطم وتحترق بفعل التخريب
الذي حصل في عمري.
Images rights are reserved to their
owners
ماشاااء الله اعجبتني المذكره جدا
ReplyDeleteيعطيك العافيه
هذه الحياة لااحد يستطيع التعرف عليها الا بعد التجربه والندم
شكراً جزيلاً على روعة كلامك
ReplyDelete