أعطني حريتي


مترددةٌ... حائرة...
لا أعرف ما بي، لم أكن هكذا أبداً. كنتُ دائماً متأكدة مما أريد ومما أفعل. ولما طلب أيمن يدي كنتُ واثقة من حبي له، ومن إنني أريد هذا الرجل بالذات لأكمل حياتي معه.
فمنذ اللقاء الأول، حلمنا معاً بعش الزوجية، وبالحب الكبير الذي سيجمعنا.
لكن!... لا أعرف ما الذي أصابني، أصبحتُ أرتبك كلما طالبني أيمن بأن نعقد قراننا، وأجد الحجج كي أتهرب من هذا القرار. أصبحتُ مترددة في كل قراراتي، وحائرة أمام أسخف المواقف، لم أعد واثقة ومتأكدة مما أريد ومما أفعل. أمر آلم أيمن كثيراً، وتسبب كثيراً في إحراجه، لكنني لم أكن أعرف كيف أشرح له هواجسي.
أنا أعبد حريتي واستقلاليتي، وأيمن يحاصرني بحبه، ولا يترك لي فسحة لأتنفس بعيداً عنه. فهو يفرض رأيه في تفاصيلي الأنثوية، يرافقني الى السوق، ويصرّ كثيراً على أن أبتاع أثواباً لم تكن تعجبني، فأصبحتُ كثيراً ما أرتدي ملابس لا تشبهني.
ولشدة تسرعه بإتمام الزواج، أصبح يتجاهل رأيي في اختيار أثاث المنزل، ويقرر هو ما يعتقده مناسباً. الأمر الذي تسبب بشجاراتٍ كثيرة بيننا، يتهمني في نهايتها بأنني مترددة ولا أريد تجهيز المنزل. لكنني أقسم له بأنني أحبه. لكن!... أجدني منذ الآن أفقد استقلاليتي.

لم أكن أصدِّق أحياناً الجنون الذي سأفعله، سوف أربط حياتي كلها بهذا الرجل، الذي لا أعي إن كان سيترك لي مجالاً لأتنفس خارج إطار مصيري المرتبط بمصيره.
...وضعني أيمن أمام الأمر الواقع، وخيَّرني بين أن أصارحه بما يجري معي، أو أن نعيد النظر بعلاقتنا.
صارحته بهواجسي، وأخبرته كيف أنني أشعر بالاختناق، بسبب إصراره على الإمساك بزمام الأمور وحده، ودون أن يترك لي مجالاً كي أقرر أي شيء، حتى لو أخطأتْ.

اعتبر أن حذري من تنفيذ الزواج بسرعة، واختناقي من محاصرته لي، له معنى واحد... أنني لا أحبه!
...اعتقد أنه ترك لي القرار النهائي بأن أكمل الطريق معه أو أن ينتهي كل ما بيننا. 
لكنه رحل قبل أن أقول كلمة الفصل.





Images rights are reserved to their owners











 





  

2 comments:

  1. كلماتك تتناسب مع الواقع حقا..
    لكن مالعمل؟؟؟
    هل ننفصل بسبب ان الشخص الذي نحبه يقلل من حريتنا واستقلاليتنا؟؟؟
    هل تعتقدين ان بقية الرجال جميعهم مثل هذا الصنف؟؟
    ام ان هنالك رجال يعطوا لنا الحريه الكامله بتصرفاتنا واختياراتنا..
    انا عن رايي ان جميع الرجال يحبون التحكم بالطرف الاخر
    وفرض شخصيتهم عليها..

    ReplyDelete
  2. طبعاً ليست هذه حالة عامة
    فما زال في الوجود رجال يؤمنون بحرية المرأة

    ReplyDelete